حقق البرنامج الوطني للتقويم المدرسي، الذي أطلقته هيئة تقويم التعليم والتدريب بداية العام الدراسي الحالي بالتكامل مع وزارة التعليم، أرقامًا قياسية تمثلت في التحاق 99% من مدارس المملكة في برنامج التقويم المدرسي، حيث تجاوز عدد المدارس التي سجلت – حتى الآن – أكثر من 25 ألف مدرسة حكومية وأهلية وعالمية، في حين أن أكثر من 23 ألف مدرسة أتمّت التقويم الذاتي، وهو ما يمثل 94% من المدارس، وذلك لأول مرة في تاريخ التعليم في المملكة.
وكانت هيئة تقويم التعليم والتدريب قد أطلقت مطلع العام الدراسي الحالي برنامج التقويم المدرسي الذي يستهدف جميع المدارس الحكومية والأهلية والعالمية بالمملكة للمراحل الدراسية المختلفة، ويشتمل على التقويم الذاتي عبر منصة تميز الرقمية للتقويم المدرسي والتقويم الخارجي، من خلال زيارات أخصائيي تقويم مؤهلين، بمشاركة أكثر من 1200 أخصائي تقويم واعتماد مدرسي، وذلك استنادًا على مجموعة من المعايير والمؤشرات التي طورتها الهيئة
بالاستفادة من أفضل الممارسات الدولية.
ويستهدف البرنامج الوصول إلى نسبة 100% من التحاق المدارس في التقويم الذاتي بنهاية العام الدراسي الحالي 1445هـ، حيث بدأت أكثر من 24 ألف مدرسة التقويم الذاتي، وهو ما يمثل 96% من المدراس، كما أتمّت التقويم الخارجي أكثر من ٣٨٠٠ مدرسة بما يمثل 38% من المدارس المستهدفة للعام الدراسي الحالي، بمعدل 500 زيارة للمدارس بشكل أسبوعي، حيث يستهدف البرنامج تقويم 10 آلاف مدرسة تقويمًا خارجيًا بنهاية العام الدراسي الحالي 1445هـ.
وسيتم في ضوء ذلك تصنيف أداء المدارس إلى 4 مستويات بناءً على نتائج التقويم المدرسي ما بين التميّز والتقدم والانطلاق والتهيئة، كما تتم كافة العمليات عبر منصة تميّز الرقمية، وهي منصة متكاملة لإدارة عمليات التقويم المدرسي الذاتي والخارجي وتحليل البيانات وإصدار التقارير الإلكترونية، وتشمل ٨٠ خدمة.
ويعدُ التقويم والاعتماد المدرسي أحد البرامج التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع وزارة التعليم؛ لضمان جودة الأداء المدرسي وتطويره من خلال توفير بيانات موثوقة وتحليلها وإعداد تقارير عن مستوى الأداء ومخرجات التعليم العام، ويتكامل هذان البرنامجان مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 وبرنامج تنمية القدرات البشرية في إعداد مواطن منافس عالمياً.
ويهدف التقويم والاعتماد إلى تحسين جودة الأداء المدرسي بمختلف جوانبه، وتحسين مخرجات التعليم، وتعزيز قدرات المدارس على التطوير والتحسين المستدام، وتعريف المعنيين وأولياء الأمور بمستوى المدارس، وإبراز المتميزة منها، وتحديد المدارس التي تتطلب مزيدًا من الرعاية والتطوير، إضافة إلى تعزيز مشاركة الطلبة وأولياء الأمور في عمليات التحسين المدرسي، وكذلك مشاركة الأسرة في دعم تعلم أبنائها، والتحضير لمستقبلهم.
كما يهدف إلى توفير بيانات موثوقة وشاملة عن أداء المدارس بأنواعها للمستفيدين، تساعد في اتخاذ القرارات، وإدارة نظام التعليم بفاعلية.
ويشتمل التقويم المدرسي على التقويم الذاتي، وهو مجموعة من العمليات والإجراءات التي تقوم بها المدرسة لمراقبة أدائها والتحقق من فاعلية وكفاءته باستخدام المعايير والأدوات المعتمدة من الهيئة، ويشتمل كذلك على التقويم الخارجي الذي يعنى بالعمليات والإجراءات التي يقوم بها فريق التقويم الخارجي المصرح له من الهيئة لتقويم مستوى أداء المدرسة وقياس جودة مخرجاتها باستخدام المعايير والأدوات المعتمدة من الهيئة.
وتُنفذ عمليات التقويم المدرسي بناءً على مجموعة من الأدوات تسهم في تكوين صورة شاملة عن الواقع المدرسي من خلال الاستبانات التي تقدم للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، وكذلك تحليل الوثائق عن طريق القيادة المدرسية والتعليم والتعلم ونواتج التعلم والبيئة المدرسية، ومن ضمن الأدوات -أيضاً- المقابلات التي تكون مع الطلاب والمعلمين ومدير المدرسة والموجه الطلابي، وكذلك من خلال بطاقة الملاحظة للفصول الدراسية والبيئة المدرسية،
والأداة الأخيرة هي أنظمة الاختبارات والرخص وتشمل الاختبارات الوطنية ونواتج التعلم والرخص المهنية.
وسيؤثر التقويم المدرسي على تبني المدارس ثقافة التقويم والتطوير المستمر في ممارساتها، وتعزيز الشعور داخل المدرسة بالمسؤولية تجاه التحسين المستمر، كما سيكون التخطيط للتطوير والتحسين ممارسة ذات معنى، وتعزيز ثقافة المدرسة بقدراتها وإمكاناتها ومنحها فرصًا للتعرف على واقعها، إضافة إلى تمكين المدرسة من بناء قدراتها وكفاءتها الذاتية في التطوير والتحسين، وتشخيص واقع المدارس ليمنح المشرفين التربويين فرصًا أفضل من تقديم
الدعم للتركيز على فرص التحسين في المدارس ومتابعتها، كما سيسهم التقويم في جاهزية المدارس للتقويم الخارجي وتحقيق التميز.
وتعمل الهيئة وفق رؤيتها بالتعاون مع وزارة التعليم والمؤسسات الحكومية؛ للوصول إلى رحلة تحول نحو نموذج سعودي رائدٍ عالميًا لضمان وضبط جودة التعليم والتدريب في المملكة، بما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، ومستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية -أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030- انطلقت اليوم، أعمال مؤتمر “مبادرة القدرات البشرية “، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – شرف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، حفل سباق “كأس السعودية”، وذلك بميدان الملك عبدالعزيز للفروسية في الرياض.
لطالما شكلت الدرعية في عصر الدولة السعودية الأولى مركزًا حضاريًا للعلم والثقافة والتجارة، وهو نهج تبناه الإمام محمد بن سعود –رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى؛ بعد أن عانت الجزيرة العربية عمومًا ولسنوات طويلة من الإهمال وعدم الأمان والاستقرار.
ومنذ توطيد أركان الدولة السعودية الأولى عام (1139هـ / 1727م)؛ حرص الإمام محمد بن سعود –رحمه الله – على نشر العلم والتعليم والتطوير والتنمية، وجعل ذلك من أولوياته؛ حتى أضحت الدرعية نموذجًا، طبّقه وطوره، وتحولت من دولة مدينة إلى دولة واسعة توحّد كل الأرجاء.
يقول المختص بالتاريخ السعودي الدكتور محمد العبداللطيف: “إن الجزيرة العربية عانت قديمًا من الإهمال وعدم الأمان والاستقرار، والفوضى استمرت 1000 عام، حتى أسس الإمام محمد بن سعود دولة استثنائية من الناحية السياسية والاقتصادية والحضارية، وهي جذور أسسها وأكمل المسيرة من بعده الأئمة والملوك وصولًا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-“.
ويعود تاريخ بناء الدرعية للعام 850هـ، حيث قامت وتأسست على ضفتي وادي حنيفة في عهد الأمير مانع بن ربيعة المريدي، الذي جعل من حي “غصيبة” -وهو النواة- الحي الرئيس في المدينة، وجعل “فيضة المليبيد” الاختيار الأنسب لأن تكون مقرًا للمزارع الخاصة بالدرعية بسبب توافد السيول من خلال وادي صفار – أحد روافد الأودية بالدرعية – الذي كان سببًا في نقل التربة الخصبة والمياه للفيضة.
وتطورت الدرعية بعد ذلك شيئًا فشيئًا، ونشأت أحياء جديدة، (الطرفية، سمحان، السهل، المريّح، القصيرين، البجيري، الظويهرة، السريحة)، وأحياء أخرى كثيرة، وفي عهد الإمام عبد العزيز بن محمد، عمل على نقل الدولة من الجانب الشرقي لوادي حنيفة إلى الجانب الغربي منه، ونشأ حي الطريف، الذي تميز بموقعه الإستراتيجي، لذلك نقل إليه مقر الحكم والإدارة وبنى فيه قصر سلوى والجامع الكبير، وبعد ذلك شيدت القصور وبيوت الأمراء.
عمارة الدرعية.. بصمة خاصة في الثقافة السعودية
تُشكل الدرعية بصمة خاصة في الثقافة السعودية، فأحياؤها التراثية، وعمارتها الأثرية، ومتاحفها، أصبحت مركزًا عربيًا حضاريًا تمتزج فيها عراقة التاريخ وأصالة الحاضر.
واشتهر في الدولة السعودية الأولى (قصر سلوى، ومسجد الطريف) وتميزا بجمال التصاميم، وقوة البناء، وقـد أبـدع البنـاؤون المحترفـون فـي إظهـار العناصـر الجماليـة الخارجيـة لمبانـي الدرعية عموماً، حيث زينت بالحقاف وهي الزخرفة التي تقع فوق الأفاريز “الحدايـر” وهـي عبـارة عـن خطـوط زخرفيـة ناتئـة ومثلثـة تحيـط بواجهـة البيـت، ومـن وظائفهـا حمايـة الجـدار مـن ميـاه الأمطـار، و”الزرانيق” وهي الركن العلوي من البيت، و”الشرف” وهي زينة السطح. ومن مميزات العمارة في ذلك الوقت وجود ثقوب مثلثة في الجدران، لتهوية البيوت وإدخال الإضاءة إليه، وكانت تعرف بـ”اللهوج” عند أهل نجد.
وتميّزت العمارة في مدينة الدرعية وتحديدًا في حي الطريف – وفق الدكتور العبداللطيف- بعددٍ من العناصر المعمارية لم تكن مألوفة في الجزيرة العربية، مما أعطت فكرة عن أسلوب البناء في ذلك الوقت، ومنها الارتفاع، حيث بلغ ارتفاع “قصر سلوى” بين 22 و23 مترًا، كما تميز الطراز المعماري بضخامة المباني وسماكتها وقوة بنائها، ويظهر ذلك في صمودها حتى عصرنا الحديث، إضافة إلى جمالياتها المتنوعة وغير المستنسخة، مما يدل على النهضة المعمارية والفنية المتطورة، وكل تلك العناصر توضح الأصل الذي بنيت عليه الطرز المعمارية التي نعيشها اليوم.
ومن العوامل التي أثرت في التصاميم المعمارية في ذلك الوقت هي الروابط الاجتماعية والأسرية، حيث راعت الخصوصية في أجزاء البيت، (المداخل، والشبابيك، وتميزت بالاستقلالية، وأن تكون غرف الأسرة مفصولة عن غرف الضيوف. كما أن نوافـذها مفتوحـة باتجـاه الشمال حيث يهـب منهـا الهـواء البـارد، أو من جهـة الشـرق حتـى يدخـل منها نـور الشـمس.
وتكونت البيوت في ذلك الزمان من دورين، وتميزت بحجمها، وتعدد غرفها والتي كان يستخدم بعضها لتخزين الأغذية والتمور والجصة، كما كان يتوفر في بعض البيوت آبار، ومنها ما خصصت الجزء الخارجي منها للماشية، ومنها مجلس خاص بالرجل يسمى (القهوة) وهو مكان يستقبل به ضيوفه، أما المرأة فكانت مسؤولة عن بقية أرجاء المنزل.
ومن المكونات الأساسية للبناء في الدولة السعودية الأولى، (الطيـن، واللبـن، والقش، والحجارة، والأخشـاب، والأثـل، وجـذوع النخل) ويشرف على البناء (الاستاد) اشتقاقًا من الأستاذ، وكل استاد حسب عمله فنجد (استاد البناء، واستاد النقوش، واستاد الطين).
وفي ذلك الوقت بدأت ملامح الدولة تتشكل بوضوح حسب ما يذكره الدكتور العبد اللطيف، ويظهر ذلك من خلال وجود المباني العامة، مثل: بيت المال، والأوقاف، وسبالة موضي، وقصر للضيافة ملصق به حمام بخار، وذلك يعطي نموذجًا للرفاهية والحياة التي كان يعيشها المجتمع في عصر الدولة السعودية الأولى.
وتحتضن الدرعية على ترابها اليوم معالم أثرية عريقة مثل: حي غصيبة التاريخي، ومنطقة سمحان، و”حي الطريف” الذي وُصف بأنه من أكبر الأحياء الطينية في العالم وتم تسجيله في قائمة التراث الإنساني في منظمة اليونسكو، ومنطقة البجيري ووادي حنيفة في الدرعية، إضافة إلى أن النظام المالي للدولة وصف بأنه من الأنظمة المتميزة من حيث الموازنة بين الموارد والمصروفات.
مجتمع متنوع ومتجانس
كانت منطقة وسط الجزيرة العربية منعزلة، ومن أقل المناطق اختلاطًا، وبعيدة عن أماكن الامتزاج السكاني، لذا لم يتأثر سكانها المحليون بالعناصر الأخرى، حيث ينتمون إلى قبائل عربية أصيلة، وكانت من سماتهم الانتماء للمكان وللأسرة وللقبيلة، وتحديدًا في الزواج ومزاولة الحرف وبعض الأعمال.
ولسكان مجتمع التأسيس طرق مختلفة للمعيشة ويعود ذلك لكونهم منقسمين إلى قسمين: الحاضرة – وهم سكان البلدات والقرى-، والقبائل – من يقطنون في الصحراء ويتنقلون حسب ما يجدون الماء والعشب والكلأ-.
وخلال فترة الدولة السعودية الأولى وفـد إلـى مجتمـع الدرعيـة التجار وطلبة العلم وأصبحـوا جـزءًا منها وكانـوا مـن طبقـات مختلفـة، ومـع مـرور الوقـت ازداد عـدد سـكان الدرعيـة ازديـادًا كبيـرًا، وتوسـعت رقعـة مسـاحتها، وأصبحـت مقصـد طـلب العلـم، وقبلـة أربـاب التجـارة، وموئـل الباحثيـن عـن الـرزق.
يقول الدكتور العبد اللطيف: أحيطت مدينة الدرعية بسور بلغ طوله 13 كيلومترًا، وقطنها عددٌ كبير من السكان، وأمّها الناس من مختلف البقاع، لما تمتعت به المدينة من حركة تجارية كبيرة، حيث ضمت سوقًا مزدهرًا سمي بـ(سوق الموسم) يقع بين حي الطريف وحي البجيري.
وكانت مدينة الدرعية منفتحة على الجميع، حيث كانت سياستها قائمة على الترحيب بالآخر، فكانت قبلة للناس يأتون إليها من جميع أنحاء الجزيرة العربية ومن خارج الجزيرة العربية ليسكنوا فيها، هذا الأمر كون مجتمعًا متنوعًا ومتجانسًا، واستمر ذلك حتى في عصرنا الحالي.
وتحسنت جودة حياة المجتمع في الدرعية بعهد الدولة السعودية الأولى، ونعم أهلها بخيرات ورفاهية عالية، وكان الكثير من مواطنيها يعملون في مهنة التجارة إلى جانب الزراعة والفلاحة، وتعددت مصادر الدخل وثروات سكانها.
ومن دلائل تحسن جودة الحياة فيها في عهد الدولة السعودية الأولى بحسب الدكتور العبداللطيف؛ جودة الخامات والأغذية المتنوعة التي توفرت في “سوق الموسم”، حيث كانت تأتي إليها الأرزاق من جميع أنحاء الجزيرة العربية ومن خارجها، وكانت أسواق الموسم كما كانت تعرف آنذاك جاذبًا لكثير من التجار.
وكانت أسواقها عبارة عن دكاكين مصطفة في الشوارع الواسعة، تباع فيها السيوف المحلاة بالذهب، والأقمشة بجميع أنواعها، وخصص سوق للنساء، وسوق آخر للصاغة، وسوق خاص بالإبل..إلخ.
ومن مظاهر جودة الحياة في تلك الحقبة هو “سبالة موضي” وهو وقف شهير في حي الطريف أسسه الإمام عبد العزيز بن محمد، وهو عبارة عن مبنـى من طابقين يقـوم مقـام المسـكن المجانـي، ينـزل فيـه التجـار والـزوار القادمـون إلى مدينـة الدرعيـة والمحتاجـون، وطلاب العلم، وتضم غرفًا للتدريس، وللنوم، والطعام، وللتخزين، وإسطبلات لإيواء دواب قوافل التجار ومسجدًا.
ويروي الدكتور العبداللطيف بأن الإمام عبدالعزيز بن محمد أمر بوضع (حمى للإبل) قريبة من الدرعية، يوضع بها الإبل التائهة بالصحراء، فكان كل من يجد إبلًا ضائعة، يأتي بها إلى الدرعية ويسلمها للشخص المؤتمن عليها في الحمى، ليتمكن من يفقد إبله من البحث عنها هناك، وإن لم يبحث عنها أحد، تبقى في الحمى وتتكاثر، وتخدم المجتمع بشكل عام.
الدرعية .. منارة العلم والثقافة والفنون
أسس الإمام محمـد بـن سـعود مسارًا جديدًا في تاريخ المنطقة مبنيًا على رؤية مستقبلية، توحد الناس وتنشر الثقافة والعلوم وتحقق الازدهار.
وعودة لجذور ذلك في التاريخ، اهتم أئمــة الدرعيــة بدعــم العلــم والتعليــم والثقافة، ولم ينقطعوا عن مجالسها ودروسها والتي كانت تبدأ من طلوع الشمس، وإذا فرغ الدرس في الظهيرة وبعد صلاة الظهر، فتحوا مجالس قصورهم ليكمل جمـع عظيـم من أهل الدرعية دروسهم.
ومن نماذج دعم واهتمام الدولة بالجانب التعليمي في تلك الحقبة، حي البجيري –رغم أنه لم يكن حيًا بتلك الضخامة إلا أنه ضم 30 مدرسة، ويعد ذلك عددًا هائلًا في تلك الفترة، كما ضم مبنى تعليميًا، يستوعب 200 من طلبة العلم، يشمل إسكانهم ومأكلهم ومشربهم..إلخ، إضافة إلى حلقات العلم التي كانت تعقد في المساجد، ووجود العلماء، مما جعلها مقصدًا لطالبي العلم من داخل وخارج الجزيرة العربية. وكان ذلك أشبه بالجامعات في العصر الحديث.
وتميز التعليم في تلك الحقبة بالتطور والتقدم، ومن نماذج دقة واهتمام الدولة بالتعليم والفنون المتنوعة، هو حرص الإمام عبدالعزيز بن محمد على المرور بجميع الحلقات بعد صلاة الفجر ليشجع ويحمس الطلاب، وكان يكافئهم على اجتهادهم وحسن خطوطهم.
ومن ملامح الثقافة في الدرعية كما يذكر الدكتور العبد اللطيف ظهور مدرسة للخط والنسخ والتي أخرجت عددًا من النساخ والخطاطين. وكان للنساء حلقات تعليم في البيوت، وقد برعن في مجال الخط، ومنهن من خطت المصحف، أو آيات من القرآن الكريم.
ومن صور الثقافة في عصر الدولة السعودية الأولى “الراوي” حيث ترتبط الرواية بتاريخ وثقافة الجزيرة العربية. حيث توارثتها الأجيال من أفواه الرواة، ويتمتع الراوي بالمهارة اللغوية والإلقائية، وبخيال واسع وأسلوب جذاب، وكان يعد ذلك من وسائل الترفيه والتسلية. وغالبًا ما يجلس الراوي وسـط المجلـس الخـاص بالحاكـم أو أحـد الأعيان، أو وسـط ساحة البلـدة أو فـي الباديـة، أمـا قصـص النسـاء فتكـون في فنـاء البيـت أو فـي سـاحات المـزارع أو الصحـراء الفسـيحة.
وتميزت الدرعية بثقافة خاصة بها، ومنها “نخوة العوجا” وهو النداء الذي يبث الحماس والفخر وروح الانتماء.
وكان أهل وسط الجزيرة العربية عمومًا يعدون الفـن وسـيلة للتعبيـر عما يدور في خلدهم، واستخدموا للتعبير عن ذلك آلـة الطبـل، فـي الحـرب، واحتفالاتهم وفـي رقصاتهـم، مثـل: العرضـة والسـامري. مستخدمين نوعين من الطبول: “التخمير” و”التثليث” وجميعها مصنوعة من الأشجار ومغطى بالجلود.
وعرف عن فنون الصحراء “الهجيني” وهو غناء من دون إيقاعات موسيقية، كانت تغنى على ظهور الإبل للتخفيف من عناء التنقل في الصحراء، وكانت تلحن للتعبير عن المشاعر، أو عن مواقف مروا بها
رفع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد بن فيصل، نائب أمير منطقة المدينة المنورة، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- بمناسبة يوم التأسيس الذي يُمثل ذكرى خالدة في مسيرة المملكة.
لجان وزارة السياحة والآثار تواصل إجراءات معاينة سكن حجاج السياحة بالمملكة العربية السعودية
صادرت أمانة محافظة جدة 8 أطنان من الخضروات بنطاق بلدية المطار الفرعية، ضمن حملة الرقابة الميدانية لتحسين وزيادة الامتثال للاشتراطات الصحية، وتحسين المشهد الحضري ومكافحة الظواهر السلبية.
وأوضحت الأمانة أن الفرق الميدانية باشرت أعمال متابعة ظاهرة الباعة ضمن الحملات التي تنفذها الفرق الميدانية لرصد ومنع انتشار “البيع العشوائي” في الشوارع الرئيسة ومنطقة سوق الخضار وداخل الأحياء, التي أسفرت عن مُصادرة عددٍ من البسطات والعربات العشوائية جرى استخدامها لممارسة “البيع العشوائي”، مضيفة أن الأعمال الميدانية شملت إزالة آثار تلك البسطات على الطرق والأرصفة بالنطاق.
قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان يوم الأربعاء إن المملكة أبلغت الإدارة الأمريكية موقفها الثابت بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ركزت الصحف السودانية الصادرة اليوم، على تجدد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أمس، في محيط القيادة العامة للجيش بشرق الخرطوم.
ونقلت عن نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، مالك عقار، انفتاح الحكومة على السلام في ظل رغبة جادة في إنهاء الحرب بالبلاد، معرباً عن تفاؤل الحكومة بالطريق إلى الأمام عبر منبر جدة.
ونشرت صحف الثلاثاء إعلان الحكومة السودانية أن عدد النازحين فى تسع ولايات بلغ أكثر من 11 مليون نازح موجودين في ٦٧ محلية.
وأولت اهتماماً بتصريح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، بأنّ أوروبا قد تضطر إلى مواجهة تدفّقات هجرة من السودان مرّة جديدة، ما لم توقّع الأطراف المتحاربة في السودان اتفاقاً لوقف إطلاق النار.
شهد صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران، في مكتبه اليوم، بحضور الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان، ونائبه إبراهيم بن زايد عسيري، توقيع فرع مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري بمنطقة نجران مذكرة تعاون مع فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة.
وأكد سموه أهمية العمل بروح الفريق الواحد بين بين مختلف الجهات في المنطقة، من خلال الشراكات وتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تخدم المصلحة العامة والمجتمع والجهات المستفيدة وتترجم تطلعات وتوجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله -.
وتهدف المذكرة إلى شراكة ثقافية مجتمعية تعمل على تعزيز قيم السلم المجتمعي، وقيم الوعي، وقيم الأمن، ومسؤولية الأسرة في ترسيخ التلاحم الوطني، وأبرز الممارسات الأسرية الخاطئة التي تُضعف قناعة الأبناء بقيم التلاحم الوطني.
وقع الاتفاقية مدير عام فرع مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري بمنطقة نجران راشد بن محمد آل منجم، ومدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة عمر بن محمد النعمي.