فوق أنقاض منزله الذي كان يوما مكونا من طابقين، يجمع محمد البالغ من العمر 11 عاما قطعا من السقف المتساقط في دلو مكسور ويسحقها لتتحول إلى حصى سيستخدمه والده في صنع شواهد قبور لضحايا حرب غزة.

طلبت إسرائيل من الفلسطينيين إخلاء أجزاء من رفح يوم الاثنين فيما بدا أنه استعداد لهجوم تهدد به منذ فترة طويلة على معاقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة حيث يحتمي أكثر من مليون شخص نزحوا جراء الحرب.

وقال شهود إن بعض الأسر الفلسطينية خرجت على غير هدى تحت زخات المطر بعد أن تلقت تعليمات من خلال رسائل نصية باللغة العربية واتصالات هاتفية ومنشورات بالانتقال إلى ما وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها “منطقة خدمات إنسانية موسعة” على بعد 20 كيلومترا.

وقال سامي أبو زهري القيادي الكبير بحركة حماس لرويترز إن أمر الإخلاء الإسرائيلي من رفح “تطور خطير وسيكون له تداعياته”.

وأضاف أن “الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب”، في إشارة إلى التحالف الأمريكي الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ في حث سكان رفح على الإخلاء في عملية “محدودة النطاق”. ولم يذكر أسبابا محددة، كما لم يذكر ما إذا كان ذلك سيتبعه أي عمل هجومي.

وقال أبو رائد وهو أحد النازحين في رفح لرويترز من خلال أحد تطبيقات التراسل “كانت بتمطر طول الليل ومش عارفين وين نروح، طول الوقت كنا قلقان انه هيك يوم راح ييجي، هلقيت لازم أشوف وين ممكن تروح بعيلتي”.

وقال شهود إن المناطق التي تريد إسرائيل نقل النازحين إليها في رفح وما حولها مزدحمة بالفعل ولا يوجد مساحة تقريبا لإضافة المزيد من الخيام.

وكتبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على حسابها الرسمي على إكس “الهجوم الإسرائيلي على ⁧‫رفح‬⁩ سيعني زيادة المعاناة والوفيات بين المدنيين. العواقب ستكون مدمرة على 1.4 مليون شخص… الأونروا لم تقرر الإخلاء، ستستمر الوكالة في البقاء في رفح لأطول فترة ممكنة وستواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة للناس”.

وبعد مرور سبعة أشهر على حملتها العسكرية على حماس، تهدد إسرائيل بإطلاق عملية عسكرية برية في رفح، التي تقول إنها تؤوي الآلاف من مقاتلي الحركة وربما عشرات من الرهائن وإن من المستحيل تحقيق النصر دون السيطرة على المدينة.

ومن شأن أي اجتياح واسع أن يوقع خسائر بشرية كبيرة، وهو ما يثير قلق القوى الغربية وكذلك مصر المجاورة التي تحاول التوسط في جولة جديدة من محادثات الهدنة قد تشمل إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

انتهت محادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن هدنة في غزة دون تحقيق انفراجة يوم الثلاثاء مع تزايد الدعوات الدولية لإسرائيل للتراجع عن هجومها المزمع على مدينة رفح المكتظة بأكثر من مليون نازح جنوب القطاع الفلسطيني.