ذرات التراب أحدثت ظلا كثيفا في الجو، المكان مظلم للغاية، واستيقظ الأهالي مذعورين من نومهم على صوت انهيار جبل الدراسة.
لم تمض لحظات حتى حولت فرق المطافئ مكان الحادث إلى نهار بعدما اضاءت الكشافات الكبيرة التي احضرتها.
هكذا كان الحال عندما انشق الجبل فجأة، وابتلع ثلاثة عمال، وضاع مصيرهم في الظلام، لكن اكتشف ان هناك أحدهم على قيد الحياة بعد أن اعتقد الجميع أن العمال الثلاثة قد لقوا حتفهم.
عاشت مجلة آخر ساعة هذه المأساة عام ١٩٥٩، وقضت ساعة كاملة مع العامل محمود محمد مبروك الذي كتب له القدر أن يعيش.
جلس محمود يروي قصة لقائه مع الموت قائلا: أنه اعتاد الحضور من بلدته بمحافظة القليوبية بصحبة زملائه ليجمعوا تراب من جبل الدراسة ويقوموا ببيعه من أجل الحصول على قوت يومهم.
وفي هذا اليوم المشئوم كانوا مجموعة كبيرة، وبدأوا في نقل التراب، وبعد أن امتلأت العربات التي يستخدمونها في نقل التراب، قال له زميليه تعال معنا نملأ مقطفين آخرين.
وفجأة شاهدوا أحجارا تتساقط من قمة الجبل فأسرعوا مهرولين، لكن الأحجار كانت تلحقهم ولم يشعروا أنهم مع الاحياء، وبدت الدنيا امامهم مظلمة تماما.
حيث تراكمت الحجارة والتراب فوق اجسامهم، وحاول هو أن يتقلب يمينا أو يسارا لكنه فشل واستسلم للموت، وبعد نصف ساعة من عمل رجال الإنقاذ شاهد أحدهم أصابعه تلعب تحت التراب فصرخ “فيه واحد عايش”، ونجحوا في أن ينتشلوه من تحت التراب، وأخذ يلهث بشدة يريد أن يستنشق هواء نقي، وتم عمل الاسعافات بإجراء تنفس صناعي له حتى استطاع أن يتكلم، وتم نقله إلى المستشفى لتكملة العلاج، بينما لقي زميليه حتفهما.