باعتبارها المحطة الأولى ضمن أسابيع الموضة العالمية “الأربعة الكبرى”، حدّدت نيويورك نغمة التصاميم والألوان التي من المرجَح أن تكون رائجة طوال موسم ربيع وصيف 2025. وبفضل التنوع الكبير من حيث أنواع العلامات التجارية ونقاط الإلهام، شهدت عروض ربيع 2025، في أسبوع الموضة في نيويورك الكثير من التصاميم المتداخلة والمبتكرة.

من الشراريب الجريئة الى التصاميم القديمة التي تعود بحلّة عصرية مثل الخصر المنخفض والحواف غير المتناسقة وصولًا الى الألوان التي تراوحت بين الأبيض والأصفر والزهري، نستعرض أبرز اتجاهات الموضة التي أطلقت خلال عروض الأزياء الجاهزة لربيع وصيف 2025 ، خلال أسبوع نيويورك للموضة.

هذه ليست الشراريب التي اعتدنا أن نراها في أزياء الكاوبويز الأميركيين،  بل هي تصاميم مبتكرة تتفنّن في التلاعب بالأقمشة. فبرزت الفساتين والمعاطف المصنوعة بالكامل من شرائط القماش المعلقة في تصاميم   LaQuan SmithوLafayette كما برزت الشراريب المعدنية الشبيهة بالزجاج في Prabal Gurung وMichael Kors؛ والشراريب الفائقة النحافة الشبيهة بالشعر في Ulla Johnson و3.1 Phillip Lim و Kobi Halperin.

خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن رئيسية في أنحاء العالم يوم السبت للمطالبة بوقف إراقة الدماء في قطاع غزة ومنطقة الشرق الأوسط مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب بعد الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل.

وشارك حوالي 40 ألف متظاهر في مسيرة في وسط لندن وتجمع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك. وأقيمت مظاهرات أيضا بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، احتجاجا على دعم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل في الحملتين العسكريتين في غزة ولبنان.

وردد المتظاهرون في ساحة تايمز سكوير في نيويورك هتافات مثل “غزة ولبنان ستنتفضان والشعب معكما”. ورفعوا أيضا لافتات تطالب بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

واندلعت أحدث حلقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عشرات السنين بعدما هاجم مسلحون تقودهم حركة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وأدى الهجوم إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة عن مقتل ما يقرب من 42 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، فضلا عن نزوح كل السكان تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وفي جاكرتا عاصمة إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، تجمع ما لا يقل عن 1000 متظاهر مؤيد للفلسطينيين صباح يوم الأحد بالقرب من السفارة الأمريكية مطالبين واشنطن بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة.

ومن المقرر تنظيم المزيد من الاحتجاجات في عدة مدن يوم الأحد.

وفي لندن يوم السبت، لوح مؤيدون لإسرائيل بأعلام خلال مرور محتجين مؤيدين للفلسطينيين. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصا على هامش الاحتجاجات، ولم تحدد إلى أي فريق من المؤيدين ينتمي المعتقلون.

وفي روما، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه بعد اندلاع اشتباكات. وتحدى نحو ستة آلاف محتج حظرا على تنظيم مسيرات في وسط المدينة قبيل ذكرى السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وفي برلين، اجتذب احتجاج نحو ألف مشارك حملوا أعلاما فلسطينية وهتفوا “عام من الإبادة الجماعية”، وهو مصطلح تعارضه إسرائيل وتقول إنها تدافع عن نفسها. وانتقد محتجون أيضا ما قالوا إنه عنف الشرطة ضد المؤيدين للفلسطينيين في ألمانيا.

وشارك مؤيدون لإسرائيل أيضا في برلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية واندلعت مناوشات بين الشرطة وأشخاص يعارضون احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

وعلى مدار العام المنصرم، أثار حجم القتل والدمار في غزة بعضا من أكبر الاحتجاجات على مستوى العالم منذ سنوات في موجة من الغضب قال مدافعون عن إسرائيل إنها خلقت مناخا معاديا للسامية.

واتسع نطاق حرب غزة في المنطقة إذ استقطبت جماعات وفصائل متحالفة مع إيران في لبنان واليمن والعراق. كما صعدت إسرائيل بشكل حاد حملتها ضد جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من طهران في الأسابيع القليلة الماضية، وأطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل الأسبوع الماضي.

وفي باريس، قال المتظاهر اللبناني الفرنسي حسام حسين “نخشى اندلاع حرب إقليمية لأن هناك توترات مع إيران في الوقت الراهن، وربما مع العراق واليمن”.

وأضاف “نحن بحاجة حقا إلى وقف الحرب لأنه لا يمكن تحمل وطأتها بعد الآن”.

وفي حين يقول حلفاء إسرائيل مثل الولايات المتحدة إنهم يؤيدون حقها في الدفاع عن نفسها، تواجه إسرائيل تنديدات دولية واسعة النطاق بسبب أفعالها في غزة، والآن بسبب قصفها للبنان.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتقادات وقال إن طريقة حكومته في إدارة الحرب تهدف لمنع تكرار الهجوم الذي شنته حماس قبل عام تقريبا. وتقول واشنطن إنها تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

وحذرت وكالات حكومية أمريكية يوم الجمعة من أن الذكرى السنوية لهجمات حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول قد تحفز أفرادا على ارتكاب أعمال عنف. وكثف المسؤولون في بعض الولايات ومنها نيويورك الإجراءات الأمنية من منطلق الحيطة والحذر.

وفي مانيلا، اشتبك ناشطون مع شرطة مكافحة الشغب بعد منعهم من تنظيم مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الفلبينية احتجاجا على دعم واشنطن لإسرائيل.

قالت سامانثا باور مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يوم الجمعة إن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 315 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية لدعم شعب السودان الذي يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم.

ودعت باور الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية لإنهاء عرقلة وصول المساعدات ودعم زيادة المساعدات الإنسانية للحيلولة دون وفاة ملايين الأشخاص.

وأضافت باور “العراقيل، لا عدم كفاية مخزونات الغذاء، هي السبب الرئيسي في مستويات تاريخية ومميتة من التجويع في السودان. يجب أن يتغير ذلك على الفور”.

وتقول الأمم المتحدة إن 25 مليون نسمة تقريبا، أي نصف عدد سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، وإن نحو ثمانية ملايين فروا من منازلهم.

واندلعت الحرب في السودان في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتسببت في أكبر أزمة نزوح على الصعيد العالمي.

وطالب مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم الخميس قوات الدعم السريع برفع الحصار عن مدينة الفاشر والوقف الفوري للقتال. ويسكن مدينة الفاشر 1.8 مليون نسمة وتقع في ولاية شمال دارفور.

ويحذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة من أن تفاقم العنف حول مدينة الفاشر ربما يفجر صراعا دمويا بين القبائل في أنحاء دارفور.

وقالت ليندا توماس جرينفيلد السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي لا بد أن يدرس جميع الخيارات، بما في ذلك السماح بنقل المساعدات من دول مجاورة، إذا لم يحترم الطرفان المتحاربان القانون الدولي ويسهلا توزيع المساعدات الإنسانية.

وأضافت أن لا بد من بذل المزيد من الجهد لإجبار الطرفين المتناحرين على وقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات، بالإضافة إلى حث الداعمين من خارج السودان على وقف إرسال أسلحة تؤجج الصراع.

وتابعت توماس جرينفيلد أن الولايات المتحدة تضغط من أجل استئناف محادثات وقف إطلاق النار وستستمر في الضغط على الجيش السوداني للعودة إلى المفاوضات بعدما لم يوافق الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال محادثة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الشهر الماضي على العودة إلى المحادثات.

وأردفت “أصبنا بخيبة أمل بسبب تأخر بدء المحادثات”.

وتوقفت محادثات برعاية الولايات المتحدة والسعودية في جدة منذ أشهر بعد الفشل في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

رحب أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، بمرور المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والوقود من مصر إلى غزة اليوم عبر معبر كرم أبو سالم.
وشدد غوتيريش، في بيان له مساء اليوم، على ضرورة حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الوصول إلى الغذاء والمأوى والمياه النظيفة، لافتا إلى نزوح أكثر من 800 ألف شخص من رفح الفلسطينية بسبب الأعمال العسكرية وأوامر الإخلاء منذ 6 مايو الجاري.
وأكد على ضرور التزام السلطات الإسرائيلية بتسهيل النقل الآمن وتسليم الإمدادات الإنسانية من مصر التي تدخل معبر كرم أبو سالم إلى المحتاجين، مشددا على أهمية فتح جميع نقاط العبور بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2720 (2023)، وأن تتمتع المنظمات الإنسانية بإمكانية الوصول الكامل والآمن ودون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين في جميع أنحاء قطاع غزة.
وجدد الأمين العام، دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، معربا عن قلقه من عدم تنفيذ الأوامر الأخيرة الصادرة عن محكمة العدل الدولية في ما يتعلق بالوضع في غزة، والتي أكد أنها ملزمة.

يزور مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان السعودية في مطلع هذا الأسبوع لإجراء محادثات من المتوقع أن تتناول اتفاق تعاون نووي مدني، وهو جزء من ترتيب أوسع تأمل واشنطن أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية.

فيما يلي وصف للقضايا الرئيسية التي ينطوي عليها الاتفاق النووي المدني الأمريكي السعودي، وما هي المخاطر والفوائد التي قد يقدمها للبلدين، وكيف يتناسب مع الجهود الأمريكية للتوسط في المصالحة الإسرائيلية السعودية.

تعتزم جنوب أفريقيا مطالبة أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة يوم الخميس بإصدار أمر بوقف الهجوم على رفح، في إطار قضيتها التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.

تأتي جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية، والمعروفة أيضا باسم المحكمة العالمية، في لاهاي بعد أن طلبت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي باتخاذ إجراءات طارئة إضافية لحماية مدينة رفح جنوب قطاع غزة والتي يحتمي بها أكثر من مليون فلسطيني.

كما طلبت من المحكمة إصدار أمر لإسرائيل بالسماح لمسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية فضلا عن الصحفيين والمحققين بالدخول إلى القطاع دون عوائق. وأضافت أن إسرائيل تتجاهل وتنتهك حتى الآن الأوامر التي سبق أن أصدرتها المحكمة.

وستبدأ جنوب أفريقيا عند الساعة الثالثة بعد الظهر (1300 بتوقيت جرينتش) عرض أحدث مساعيها الرامية إلى اتخاذ إجراءات طارئة.

وتعتزم إسرائيل عرض ردها يوم الجمعة. وتندد إسرائيل باتهام جنوب أفريقيا لها بأنها تنتهك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1949 وتقول إن هذه ادعاءات لا أساس لها. وشددت في إفادات سابقة على أنها كثفت جهودها لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة تنفيذا لما أمرت به محكمة العدل.

وقال جلعاد إردان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة لإذاعة الجيش يوم الأربعاء إن المهلة القصيرة التي أتاحتها المحكمة قبل جلسات الاستماع لم تسمح بالإعداد القانوني الكافي، معتبرا هذا “مؤشرا واضحا”.

ووفقا للسلطات الصحية في غزة فقد قُتل أكثر من 35 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي على القطاع. وتشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز 253 رهينة في الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وتتهم جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. وأمرت المحكمة إسرائيل في يناير كانون الثاني بضمان عدم قيام قواتها بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية، والحفاظ على أي دليل على انتهاكات.

وستركز جلسات الاستماع على مدار يومي 16 و17 مايو أيار فقط على إصدار إجراءات طارئة في مسعى لمنع حدوث مزيد من التصعيد. وقد يستغرق فصل المحكمة في موضوع القضية سنوات.

وتجدر الإشارة إلى أن أحكام وأوامر محكمة العدل الدولية ملزِمة ولا يمكن الطعن عليها. ورغم أن المحكمة ليس لديها طريقة لتنفيذ أحكامها، فإن إصدار أمر ضد دولةٍ ما قد يلحق ضررا بسمعتها على الساحة الدولية ويشكل سابقة قانونية.

قال متحدث باسم جامعة كاليفورنيا في إيرفين إن الشرطة استعادت فيما يبدو السيطرة على قاعة محاضرات بعدما سيطر محتجون مناصرون للفلسطينيين على مبنى بالجامعة لعدة ساعات.

وقالت كاري ديفيز المتحدثة باسم إدارة الشرطة في إيرفين إن قوات من نحو عشرة من أجهزة إنفاذ القانون هرعوا إلى الحرم بعدما طلب مسؤولو الجامعة المساعدة.

وأضافت أنه لن يتم الإفصاح عن عدد من تم إلقاء القبض عليهم لحين انتهاء العملية.

والمظاهرة في إيرفين الواقعة على بعد نحو 65 كيلومترا إلى الجنوب من لوس انجليس هي الأحدث في سلسلة الاحتجاجات بحرم جامعات في أنحاء الولايات المتحدة على خلفية الحرب في غزة. ويطالب النشطاء المشاركون في الاحتجاجات بوقف لإطلاق النار وحماية أرواح المدنيين، ويحثون في الوقت نفسه الجامعات على عدم ضخ استثمارات في أنشطة تعود بالنفع على إسرائيل.

وقال توم فاسيتش المتحدث باسم الجامعة إن ما بين 200 إلى 300 متظاهر حاصروا قاعة في وقت لم تكن تشهد فيها محاضرات.

تسعى الولايات المتحدة إلى استكمال تجهيز رصيف عائم قبالة ساحل قطاع غزة في الأيام المقبلة لزيادة عمليات توصيل المساعدات، لكن واشنطن تواجه نفس التحديات التي تواجه الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة منذ أشهر عندما يتعلق الأمر بتوزيع مساعدات في القطاع.

تشمل تلك التحديات العمل في منطقة حرب لدرء مجاعة وشيكة والنقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل شاحنات نقل المساعدات. كما يتعين على الأمم المتحدة أيضا التوصل للصيغة النهائية لمشاركتها في توزيع المساعدات بمجرد تفريغها من الرصيف.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية في بيان يوم الخميس تثبيت مراسي تربط الرصيف العائم المؤقت بشاطئ قطاع غزة.

وقال بوب كيتشن نائب رئيس لجنة الإنقاذ الدولية لحالات الطوارئ “بمجرد وصول المواد الغذائية أو الإمدادات إلى قطاع غزة، سواء من الرصيف أو المعابر، لا يوجد أمن… ولا يوجد وقود”.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إنشاء الرصيف في مارس آذار في الوقت الذي ناشد فيه مسؤولون في مجال الإغاثة إسرائيل تحسين عملية توصيل إمدادات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الطرق البرية. وتأمل الولايات المتحدة بذلك في مكافحة الأزمة الإنسانية التي تعرض مئات الآلاف لخطر المجاعة من خلال فتح طريق لتوصيل المساعدات بحرا.

لكن المشروع مكلف وبطيء.

وأدى سوء الأحوال الجوية إلى تأخير بناء الرصيف الذي تقدر تكلفته بنحو 320 مليون دولار ويشارك فيه ألف من القوات الأمريكية. وأصرت الأمم المتحدة على أن التوصيل البحري ليس بديلا عن إيصال المساعدات برا وهو السبيل الذي يجب أن يظل تركيز عمليات الإغاثة في قطاع غزة منصبا عليه.

وتشكو الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة منذ فترة طويلة من المخاطر والعقبات التي تحول دون توصيل المساعدات وتوزيعها في جميع أنحاء القطاع.

وفقدت الأمم المتحدة حتى الآن 191 موظفا، من بينهم أول موظف دولي لقي حتفه يوم الاثنين، في الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة بعد أن طلب عدم نشر اسمه “في الأيام القليلة الأولى من أي عملية مثل هذه، سيكون هناك الكثير من التجربة والخطأ… ونأمل ألا تتسبب مرحلة التجربة والخطأ تلك في مقتل شخص ما”.

وبدأت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة بعد هجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس أسفر عن مقتل نحو 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 35 ألفا في القطاع منذ ذلك الحين.

ويتهم كبار مسؤولي الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إسرائيل بعرقلة توصيل المساعدات إلى غزة وداخلها، لكن إسرائيل تنفي تقييد عمليات الإغاثة وتلقي في المقابل بمسؤولية وقوع أي مشكلات على الأمم المتحدة.

قال مشرعون من الحزب الديمقراطي الأمريكي في رسالة إلى الرئيس جو بايدن إنهم يعتقدون إن هناك أدلة كافية تثبت أن إسرائيل انتهكت القانون الأمريكي من خلال تقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي دمرته الحرب.

وجاء في الرسالة التي وقعها 86 من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب أن القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات “تثير الشكوك” في تأكيداتها بأنها تمتثل لبند في قانون المساعدات الخارجية الأمريكي يلزم المستفيدين من الأسلحة الممولة من الولايات المتحدة باحترام القانون الإنساني الدولي والسماح بالتدفق الحر للمساعدات الأمريكية.

وكان بايدن قد أصدر في فبراير شباط مذكرة تتعلق بالأمن القومي تقضي بتقديم ضمانات مكتوبة بعد أن بدأ مشرعون ديمقراطيون يشككون في مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي في عملياتها في غزة.

وقال المشرعون إن الحكومة الإسرائيلية قاومت الطلبات الأمريكية المتكررة لفتح ما يكفي من الطرق البحرية والبرية لتوصيل المساعدات إلى غزة، واستشهدوا بتقارير تفيد بأنها لم تسمح بدخول ما يكفي من الغذاء لتجنب المجاعة، وفرضت نظاما للتفتيش و”قيودا تعسفية” على المساعدات مما أعاق الإمدادات.

وكتب المشرعون “نتوقع من الإدارة أن تضمن التزام (إسرائيل) بالقانون الحالي واتخاذ كل الخطوات الممكنة لمنع وقوع المزيد من الكوارث الإنسانية في غزة”.

وتتطلب المذكرة التي أصدرها بايدن في فبراير شباط أن يقدم وزير الخارجية أنتوني بلينكن تقريرا إلى الكونجرس بحلول يوم الأربعاء حول ما إذا كانت هناك تأكيدات ذات مصداقية من إسرائيل بأن استخدامها للأسلحة الأمريكية يلتزم بالقانون الدولي.

وأبلغ ما لا يقل عن أربعة مكاتب في وزارة الخارجية الوزير بلينكن الشهر الماضي بأنهم وجدوا أن التأكيدات الإسرائيلية “ليست ذات مصداقية ولا يمكن الاعتماد عليها”.

وإذا تم التشكيك في ضمانات إسرائيل، فسيكون أمام بايدن خيار “معالجة” الوضع من خلال إجراءات تتراوح بين البحث عن ضمانات جديدة إلى تعليق عمليات نقل الأسلحة الأمريكية، وفقا للمذكرة.

وتنفي إسرائيل انتهاك القانون الدولي وتقييد المساعدات في حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والتي اندلعت بعد هجوم شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 34 ألف فلسطيني لقوا حتفهم خلال القتال المستمر منذ ما يقرب من سبعة أشهر والذي ألحق دمارا هائلا بقطاع غزة وشرد معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتسبب في نقص حاد في الغذاء والمياه.

وقالت سيندي مكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تصريحات لشبكة (إن.بي.سي نيوز) إن هناك الآن “مجاعة شاملة” في شمال غزة.

وأضافت مكين في مقتطفات من مقابلة ستبث الأحد في برنامج واجه الصحافة أنها تأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار حتى يتسنى تسليم المزيد من المساعدات على نحو أسرع.

وتابعت مكين وهي أرملة السناتور الراحل جون مكين “هناك مجاعة.. مجاعة شاملة في الشمال وهي تتجه نحو الجنوب. ولذا فإن ما نطالب به باستمرار هو وقف إطلاق النار والقدرة على الوصول دون قيود”.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنه على الرغم من أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذت خطوات عززت إدخال المساعدات فإن الكميات لا تزال غير كافية.

وأدان المشرعون هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول في رسالتهم لبايدن وأيدوا حق إسرائيل في الوجود وعبروا عن دعمهم للجهود الأمريكية للتوسط لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وأشاروا إلى أن إسرائيل فتحت في الآونة الأخيرة المزيد من طرق المساعدات ونقاط العبور إلى غزة مما سمح بدخول عدد أكبر من شاحنات المساعدات.

لكن المشرعين عبروا عن “مخاوف جدية” إزاء سلوك إسرائيل في الحرب “فيما يتعلق بالحجب المتعمد للمساعدات الإنسانية”.

وطالبوا بايدن بأن “يوضح” لنتنياهو “أنه إذا استمرت إسرائيل في فرض قيود بشكل مباشر أو غير مباشر” على دخول المساعدات إلى غزة فإن الحكومة الإسرائيلية تخاطر بأهليتها للحصول على مزيد من المساعدات الأمنية الهجومية من الولايات المتحدة.

قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم السبت إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيزور السعودية يومي الاثنين والثلاثاء للاجتماع مع شركاء إقليميين ومناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

وأضافت وزارة الخارجية في بيان “سيناقش (بلينكن) الزيادة الأخيرة في المساعدات الإنسانية التي يتم تسليمها إلى غزة وسيؤكد على أهمية ضمان استمرار هذه الزيادة”.

وجاء في البيان أن “الوزير سيؤكد أيضا على أهمية الحيلولة دون انتشار الصراع وسيناقش الجهود الجارية لتحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة، بما في ذلك من خلال المضي قدما نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل”.